''انبترتْ خيوطُ أشعةِ الشمسِ الذهبيةِ من خَصَاصْ النوافذْ مُعلنةً عَلى حُضورهِا و اسْتيقاظِهَا .. مُحْضِرَتًا مَعَهَا آمالُُ ُوَ تَشاؤم..حَبُ ُوَ كراهية.. وَلجتْ مَنازِلَ و مَعاملَ مُستشفياتَ و مَصانعَ.. مَع كل زِيَارَةٍ إِلاٌ وَشَهِدتْ~ مَقطعاً من حياةِ لا تُعادُ مَرَةً ثانية فَيَكونُ لَهَا الحَظُ لاكتشافِ أَسْرارَ الحياةِ.. تَرْقُصُ صُحْبَةَ الريَاحِ
و تَبْكِي رُفقةَ الأشجاِر .. و تَسْبًحُ ضِمْنَ هُمُومِ الحَياةِ و تَغُوصُ حَوْلَ آهَاتِ الأَبرياءِ..
فَتَغْرُبَ كُلَ ليلةٍ مُحملةً بِدُموعٍ سَاخِنةٍ مَمْزُوجَةٍ بِقَُرْحَةٍ وَ َتَعَاسَةٍ .. فَيَكُونُ أَغْلَبُهَا ضَحَكَاتُ أَغْنِيَاءٍ يَنْتَهِكُونَ عُرْضَةََ الفُقراء .. وَدُمُوعُ ُخَرَجَتْ مِنْ دُونِ هُدَى مِنْ جُفُونِ الضَحَايَا..
فَيُنَاوِلُهُ القَمرُ مُهِمَتَهُ لِيبدأَ هُوَ الآخَرُ بِجَمْعِ الدَعَوَاتِ المُرْسَلَةِ لله عز و جل .. كُفوف رُفِعَتْ لله سبحانه و تعالى .. وَ أَيَاِدي جُمِعَتْ حَوْلَ أَمْوَاٍل مُعْظَمُهَا مَسْرُوقَةٍ.. لا َيَخْلُو مِنْ جَمَالِيتَِهِ إلاٌ شَوْقُهِ لَأيامِ الغِنَى
لَيْسَ غِنَى المَالِ وَ لَا غِنَى الَمظَاِهرِ .. بَلْ غِنَى النُفُوسِ .. حَيْثٌُ كَانَ الجَاُر لا َيغْمِضَ جَفْتُهُ إِلَا وَ أَرْسَلَ
لأهْلِ الحَيٌ وَلِيمَتَهُ... وَ لَا تَصْفُو الأَذْهَانَ إلا وَ بَثٌ خَبَرَ زَوَاجِ أَوْ نَجَاحِ أَهْلُ القَبيلَةِ..فَيَكُونُ للَفقِيرِ حَقُ ُ
و للغَنِي نِصْفَ حَقٌهِ...فَتشتبكُ الأيَادِي مُجْتَمِعَةً حَوْلَ نَاٍر هَاِدئَةٍ مَرْفُوعَةٍ لله سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى...
فَيتعبُ القَمَرُ مِنْ هَذَا المُنْكَرْ مُنَاِديًا عَلَى نُجُومِ مُتَلألئةِ سَاطِعةٍ.. لِتَذُوقَ مَعَهُ مُعَانَاتُهَ .. تَتَفَرَقُ عََلَى طُُولِ السَمَاءِ مَعَ كُلِ مَشْهَدٍ إِلا وَ زَادَ عَدَدُهَا فَيَصْبِحُ مِنَ المُسْتَحِيل جَمْعُهَا .. و كَذَلكَ ذُنوبُ النَاسِ..
فَلَيْسَ للحَيَاِة مَطَارِحَ المَجْدِ إلا تَارِيخُهَا العَريقِ... فَتَعُودُ هَذِهِ الأَخِيرة لِتُرْغِمُنَا عَلَى َتَذكُرِ أَرق اللحظَاتِ
عَلَى سَبيلِ المِثال العُثْمَانِيونَ وَ مَدَى قُوَتِهم خِلاَلَ القَرْن السَاِدسَ عَشَرْ أَوْ الاكْتِشَافَات الجُغْرَافية التي
أَبْهَمَتْ َنتَائِجَهَا السِيَاسِيَة وَ كَدا الاقْتِصَادية.. أو ظُهُور الطَبَقة البُرِجْوازية فِي أَحْضَانِ المجتمع الفيودالي
وَ جَسٌدَتْ أَهَمَ مَا فِي التَاريخ .. فَتَغَيَرَ العَالَمُ مِنَ الاعْتِمَادِ عَلَى الفِلاَحَةِ إلى الانفتاح على القطاعات الأخرى
و يَبقَى السُؤَالُ المَطْروحُ دَاِئمًا مَاذا تَنتظرُ مِنَ الحَيَاةِ هَلَ تتغير أوْ سَنَعتمدُ عَلَى شَيء أخر ? ''
وَضَعَتْ نَجْوَى َنَص الإْنشَاءِ عَلَى مَكْتَبِ الأُسْتَاذْ بَعْدَ أنْ دٌقَ الجَرَسْ وَ الدُمُوعُ تُرَقْرٍقُ فِي عَيْنَهَا ُمتمنيةً
أَنْ تَتغيَر الحياة وَ يَرْجَعَ لهَا حُضْنَ أَبيهَا الدَافئ َبْعدَ أنْ قُتلَ إِثرَ حَادثة سير ..عَلَى يَدِ ابن أحد الأغنياء
فَلا يَضيرهم للقَاضِي سِوى دَفع دُريهمات للإفْراجِ عَنْ المتهم..وَ تَعُودُ الحَيَاَة لِتَجَعلهَا تَنتظُر شيء مَا ! ..
رُبَمَا العَودة للمَاضِي. عَجَزَتْ عَنِ الُبكَاء مِن كثرة التَعَب فََوَجَدَت قَلمُها يبكي دَما بَدلا مِنْهَا ..
) فقط فكرة راودتني في لحظة صمت ربما شوق للماضي أو رغبة في عيش بضع تواني من أيام الغنى ''غنى النفوس'' ]
بقلمي اللحظة ...
