♥ الى عزيــزي المتكبــر ♥ ♥ فتــاة بين مد وجــــزر ♥

الى عزيزي المتكبر ...
استيقضت بعد طول غفوة ..فركت رموشي..ويالها من غفوة! ، وجهت جسدي المنهك صوب الحمام..،رشقت وجهي رشقة من ماء صنبور..، نظرت متأملا لحالي..أنت أنت ..لا تتبدل ..اليوم شأن وغدا شأن ..تغيرت الملامح نعم ...لكنك أنت ...
ارتشفت رشفتين من قهوة أكاد استطعم منهما نشوة اليقظة..أنظر الى والدتي التي رغم كبر سنهـا الا أن حيويتها ونشاطها كل مطلع فجر يحيرني ..،وأنا غارق في تأمل حالهــا وأعلم أنها انتبهت لحالي،...تضع أختي الصغرى رسالة على الطاولة ..انهــا لك يا كمــال ..تلقفت الرسالة دون أن أترك متسعا لكلمة شكر لمروة ..في البداية راودني الشعور بالضحك..لأني نسيت أن زمن الرسائل مازال قائما..فالرسالة أصبح مفهومها عندي قائم على الهوتمايل و الياهو وأضرابهما...،وانا الذي تصورت أن زمن الرسائل الشخصية انقرض،..مطأطأَُ رأسي يمنة ويسرى ترتابني ابتسامة متعجب متشوق لمحتوها..،فالغريب في الأمر أن صاحب الرسالة لم يكتب اسمه واكتفى بالعنوان.....
الى عزيزي المتكبر كمال ..
سلام الله عليكم ..أذكر أنه في يوم من الأيام الخوالي وقفت الى جانبي ..شعرت أنك تحميني من كل غم وهم....أنك دليلي عند النوائب....فأنا بذونك كزهرة وضعت على جنبات رصيف عرضة لخطوات من لا يبالي .. ..على يقين ؟أنا ، أنك لم تذكرني ..مشتاقة انا اليك قبل أي يوم مضى ..محتاجة الى ان تسمعني ...أن أحكي لك ...فهل ستفعل ذلك يا عزيزي ..
كتبتها:

فتاة بين مد وجزر

عاودت قراءة الرسالة علني أستخلص منها بعض الوضوح ،..أقلب الورقة ساعياخلف اشارة يتجلى لي منها بعض الغموض ،
سرحت في تفكيري متسائلا ، من تكونين ؟ فتاة المد والجزر !وهل أنا متكبر ؟
ويحك يا كمال من المؤكد أنها رمية من غير رام ، أو أنها دعــأبة من صديق شقي يحاول استبيان شيء ما .
صعدت على عجالة اتجاه غرفتي ، وضعت الرسالة في درج مكتبي ، قلت حينها : وماذا أخسر أنا ان رددت عليها..فأنا لم أفتح الباب كي أغلقه ثم خرجت .
..عدت الى البيت ليــلا وقد نال مني التعب ، وجدت أمي كعادتها قد أعدت العشاء تعاونها مروة ..جلست قبال المائدة علني أحظى بلقيمات أسد بها بعض الجوع الذي لاحقني طيلة عشية يومي ..،تمنيت أن لا يقف الجوع في طريقي فقد اشتقت الى الوسادة ..،فكم هو جميل ذاك الاحساس حين يغرق رأسك المتعب في أعماقها .وبينما أنا أحاور خواطري سألتني مروة ؟ لم تقل لنا يا كمال من أرسل لك الرسالة ؟
فأجبتها بتسارع ودون أن أترك فاصلا بين سؤال وجواب وبنظرات كانت كافية لتجيبها بأن لا تحاول معرفة شيء لايخصها ..
آه ..الرسالة ..لاشيء ! لايهم
كان سؤال مروة المزعج هو أيذانا لي بالشبع ،
صعدت الى الغرفة متحاملا على نفسي ، الا أن العياء لم يمنع خاطري من معاودة قراءة رسالةالفتاة الغريبة! وهواجس تحثني على الاقدام وأخرى تدفعني للاحجام ، لكن الذهول وكثير الفضول حثني على المبادرة بالكتابة ....

الى من وصفتني بالمتكبر ..
وعليكم السلام ورحمة الله ..
أجهل من تكونين ، وحائر ماذا تعنين بوصفي بالمتكبر ، فان كانت رسالتك جانبت المقصد ، فأرجوا ان لا يكون صاحب الوصف كما تقولين ، وان كنت أنا هو ، فأنا لست بمتكبر ، وأرجوا أن تعطيني ولو اشارة بسيطة عمًن هي فتاة المد والجزر ؟ كي أحدد ذاك اليوم الذي وقفت فيه الى جانبها ، فالحق أقول : لا أذكرك ، لكن بامكاني أن ألبس لباس صاحب المقصد وأن أكون كلي لك آذانا صاغية .
كمــال
...بعد يومين فقط ، ها أنا أجد رسالة جديدة لتلك الفتاة ، والمدهش في الأمر أن الرد لم يتأخر ..فتحت الرسالة والقلب يخفق ..
الى عزيزي المتكبر ...
أشكرك شكر تقدير على ردك ، أما عن نفسي ومن أكون فلايهم بقدر ما يهمني سندك لي ...أعتقد أن الانسان يجب أن يبعتد عن الكبرياء في مقابلة الغير ، أرسلت اليك هذه الرسالة كي تساعدني على أمر استصعبته ولم أجد له حلا ، فانا فتاة وحيدة لأهلها ولطالما اعترضت طريقي عوائق وقابلتني هموم ، لكني لم أجد من أخبئ عنده أسراري وأقرب الناس لحالي وأحبهم الي لا يكثرث لفعالي ، حاولت التقرب منه لكنه يأبى ، بل ويعطيني ظهره ..ولست أدري لما كل هذا الكبرياء اتجاهي ولم أجد حلا سوى مراسلك لتساعدني عسايا أجد منفرجا عندك ..فقد ساعدتني سابقا بما لا أنكره لكن طول الزمان قد جعلك تنساني وحالك كحال اقرب الناس الي .

فتاة بين مد وجزر