[b][center] ((إضاءات على العالم من بعد طوفان نوح عليه السلام)) [ص1]
[size=21]
[(!*!)]==> (( لمحة عامة عن الأسباب الرئيسية لطوفان نوح ))
<[#1#]> لقد بعث اللّه تعالى أبو البشريّة النبيّ "آدم" عليه السلام الى أولاده وأحفاده ومن تبعهم في زمانه..
<><> جاء في كتاب الكامل لابن الأثير بإن الله تعالى خلق آدم
من قبضة قبضها من جميع الأرض .. فجاء بنو آدم على قدر الأرض.. منهم الأحمر
والأسود والأبيض وبين ذلك .. ومنهم السهل والحزن وبين ذلك ..
وإنما سُمّي <آدم> لأنه خلق جسده من أديم الأرض ..
<[#2#]> وفي حياته بعث الله إبنه النبيّ "شيت" عليه السلام (ومعناه [هبة الله]) ، فكان عونا لأبيه بعد ان كثُر الناس وإنتشروا في البلاد ، وهو أوّل من بنى الكعبة ..
وكانت ولادته بعد مقتل شقيقه <هابيل> .. وإليه تنتهي أنساب بني آدم كلهم.
<[#3#]> ثم وفي زمن "آدم وشيت" بعث الله حفيدهما النبيّ "ادريس" عليه
السلام الذي تتلمذ عليهما ، وإستفاد من علمهما .. وكان ملكا على مناطق
الصعيد بمصر).. وكان زمنه زمن تطوّر وحضارات ورقيّ .. حيث انتشرت العلوم
والفنون والصناعات والزراعة وعلم الحساب والفلك والطبّ واللغات الكثيرة ،
وفنّ العمارة في بناء القصور وأماكن العبادة ، ووُجدت الإختراعات العامّة
لتسهّل المعيشة لبني البشر.. فعاش الناس في راحة وسعادة وإستقرار..
===> وبعد وفاته بدأ الناس يشتغلون بتعلّم السحر
والطلاسم ، والإهتمام بكل ما يقرّبهم من طُريق الشيطان .. وقام إبليس عدوّ
جدّهم آدم وعدوّهم يُغري ضعاف النفوس منهم ، ويجنّدهم للخروج على دين
الفطرة وعن تعاليم أنبيائهم عليهم السلام..
وفي هذا الجوّ المشحون بالسموم الوثنية ، والمكائد الشيطانية ،
<[#4#]> أرسل الله "نوح"عليه السلام ، حفيد النبيّ والملك الحكيم"إدريس"..
<><> فهو "نوح"-1- ، بن "لامك" -2- ،
بن "متوشلخ" -3- ، بن "أخنوخ" وهو النبيّ [إدريس] عليه السلام -4- ،
بن"يرد" -5- ، بن "مهلاييل" (مهليل) -6- ، بن "قينن" -7- ، بن
"أنوش"(يانش) -8- ، بن النبيّ "شيت" عليه السلام -9- ، بن النبي "ادم" أبو
البشريّة عليه السلام -10- .
<><> وكان "نوح" أوّل من أرسله الله للبشرية ، وأوّل رسول من
< أُولي العزم من الرُسُل >.. وهم: (1- نوح ، 2- إبراهيم ، 3- موسى
، 4- عيسى ، 5- ورسولنا مُحمّد خاتم الأنبياء والمرسلين ، عليهم الصلاة
والسلام)..
<><> وعاش "نوح" ألف سنة إلاّ خمسين (950) عامًا .. وكانوا في تلك الأزمان يُعمّرون طويلا ..
===> قال الإمام مالك بن أنس : كان الرجل في زمن نوح ينتسب إلى "خمسة عشر أبًا" (فكان أحدهم يقول: أنا فلان بن فلان بن .. بن .. و) كلّهم حيّ (اي أحياء)..
===> وقال إبن عبّاس: ((
كان بين [آدم] و [نوح] "عشرة قرون"، كلّهم على الإسلام ، (أي على التوحيد)
)).. ثم وقع الإختلاف بين الناس ، وعُبدت الأصنام والأوثان ، والأنداد (أي
الشرك بالله) .. فبعث اللّه الرُسُل بآياته وبيّناته وحججه البالغة ،
وبراهينه الدامغة ..
وقد بعث الله نوحاً بالحق ، ولم يدع شيئاً مما
ينفع الناس في دينهم، إلا وقد أمرهم به، ولا شيئاً ممّا قد يضرّهم ، إلاّ
وقد نهاهم عنه، وحذّرهم منه..
===> وقال إبن جرير الطبري:
انّ الناس كلّهم كانوا على دين واحد ، وهو الإسلام (التوحيد).. وإنّ هذا
الشرك حادث في الناس ، وكائن بعد ان لم يكن.. فبعث اللّه اليهم نوحاً عليه
السلام ليطهّرهم من كفرهم وشركهم.. فأهلك الأمم المكذّبة بواسطة الطوفان ،
ونجّى من آمن منهم ..
*** قال تعالى:{ قَالَ
نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ
مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا
سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً
وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} . نوح: 42 - 32
===> وروى البخاري في الأدب المُفرد عن إبن عبّاس انه قال: "ود" و"سواع" و"يغوث" و"يعوق" و"نسر" أسماء قوم صالحين من قوم نوح
، فلمّا هلكوا ، أوحى الشيطان إلى قومهم أن ينصبوا في مجالسهم أنصابًا (اي
أصناما) ، وسمّوها بأسمائهم (اي بأسماء الصالحين المذكورين) ، ففعلوا..
فلم تُعبد حتى هلك أولائك (القوم) ، ونُسخ العلم ،، فعُبدت (الأصنام) ،
وصارت تلك الأوثان في العرب بعدئذ..
*** وقال تعالى:{ فَكَذَّبُوهُ
فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ
وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ}.. يونس: 73.
*** وقال تعالى: { ولقد
أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان
وهم ظالمون * فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين}. سورة العنكبوت 14 - 15 .
*** وقال تعالى: {
فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ثُمَّ
أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالرَّحِيمُ}. الشعراء:119-122.
*** وقال تعالى: { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} . الأنبياء: 77 .
*** وقال تعالى: { كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ
وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ
تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} ق:12-14 .
################################[/b][/center[/size]
