أمن حرفك الرنان ماجاء يطربُ= إذا ماتداعى القوم للشعر يطلبُ
هو السحر يتلى في ترانيم حسنه= حداءٌ يحث على السماع ويعذُبُ
كأني غداة النور حين قرأته=أرتل آيات الجمال فيُسكبُ
فأشعلت فينا نار شوق لما مضى= من الشعر يأخذ كل عقلٍ ويسلبُ
زهيرٌ جريرٌ وامرؤ القيس كلهم = تراؤا لعيني في القصيد توثبوا
فزدني سقاك الله شعرا معتقا=وصب القوافي إن ماصغت يخطبُ
لكم سلمت كل القصائد أمرها=فأنت أمير الشعر حقا تنصبُ
أمير القوافي ليت شعري يطيعني=فأنسج فيكم مايليق فيكتبُ
بكائية كانت لحالة أمةٍ= بكت عزةً تسبى وماكنت أحسبُ
بأن شعاع الشمس يغفو ضياؤه= بصيف الصحاري والغمامة تهربُ !
وماكنت أحسب أن ينام مؤذن = عن الفجر يهتف والصلاة تحجبُ
وماكنت أحسب أن يذل فوارسٌ= وماكنت أحسب أن يهون الملقبُ
فلا سيف مسلولٍ ينادى به الفتى= ولاسهم يرمى والرماح تحدبُ
فلا خالدٌ فينا ولا عمر الذي= يجيب الندا حين الضعيفة تندبُ
سلامٌ على مجدٍ تبدى وقد مضى= بكل المآثر بانتصار يُذهبُ
تداعت رماح الجهل تترى تذيقه= زؤاما وتزهق مايعز وتشطبُ
فلا لن يعز الله قوما وقد نسوا= دماء أريقت والرمال تشربُ
ولن يخلف الميعاد ربٌ إذا وعوا = ومن يفقه التاريخ حتما سيغلبُ
فإن رقاع المجد تهتف مذ بكت= عظام المآثر لهفة تتصببُ
بأن التعلم من صحافٍ مؤرخ= يزيل الغمامة عن عقولٍ تُغيبُ
فلم يرق قوم غاب لب رؤوسهم= وما كان رعديد لحرب سيكسبُ
ولازاد جهل في ارتقاء محنكٍ= وماكان درب الجاهلين يرغّبُ
ولاساد ماضٍ دون حي ٍ يقوده= وماكان فخرٌ دون سعيٍ سيغلبُ
سلامٌ على قومٍ تناسوا وأعرضوا= وغابوا عن التاريخ جهلا ترقبوا
فصهوة خيلٍ في جهادٍ مظفرٍ= تكون بنصرٍ حين يرأسُ ثاقبُ
فعد بي زمانا للوراء فربما= سعدت بذكرى للبواسل تنسبُ
سقى الله حرفك ياأمير وقد أتى = بنسمات ماضٍ والقديم يحببُ
سقى الله شعرا ياأمير يهيم بي=فيشدو بألحانٍ لقلبي تذوبُ
تعيد لنبضي مايود عناقه = من المجد شعرا والمفاخر تلهبُ
ويسمو بروحي في سماء يزينها= رجال عظام في الخليقة كوكبُ
