العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س
مرحبا بكم في منتدى العلم و المعرفة الذي هو منبع استفادة ونرجو التسجيل لتمنح لكم صلاحيات في هذا المنتدى للتعامل معكم.
نرجو التسجيل وسلام عليكم
العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س
مرحبا بكم في منتدى العلم و المعرفة الذي هو منبع استفادة ونرجو التسجيل لتمنح لكم صلاحيات في هذا المنتدى للتعامل معكم.
نرجو التسجيل وسلام عليكم
العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س

منتدى لكل الجزائريين و العرب ساهمو في تطوير المنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول













 

 موسى عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
متميز
مساعد المدير
مساعد المدير



عدد المساهمات : 957
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 30
الموقع : www.saksakil20@gmail.com

موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: موسى عليه السلام   موسى عليه السلام Emptyالأحد يناير 31, 2010 1:27 pm

موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. قال تعالى: (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً وكان رسولاً نبياً. وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا. ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً) مريم 51 - 53. وقد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة متفرقة من القرآن وذكر قصته في مواضع متعددة مبسوطة مطولة وغير مطولة.
يذكر الله تعالى ملخص القصة ثم يبسطها بهد هذا فذكر أنه يتلو على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر موسى وفرعون بالحق أي بالصدق الذي كأن سامعه مشاهد للأمر معاين له (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً) أي تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وجعل أهلها شيعاً: أي قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع يستضعف طائفة منهم وهم شعب بني إسرائيل الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وكانوا إذ ذاك من خيار أهل الأرض وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ومع هذا (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين) القصص 4 وكان الحامل له علي هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وذلك - والله أعلم - حين كان جرى على سارة امرأة الخليل من ملك مصر من إرادته إياها على السوء وعصمة الله لها وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل فتحدث بها القبط (المصريون) فيما بينهم ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمرائه وأساورته وهم يسمرون عنده فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام ولن يغني حذر من قدر.
وذكر السدلا عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة: أن فرعون رأى في منامه كأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرق دور مصر وجميع القبط ولم تضر بني إسرائيل فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والحزأة والسحرة وسألهم عن ذلك؟! فقالوا: (هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه) فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوة. ولهذ قال الله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) وهم بنو إسرائيل (ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) أي الذين يؤول ملك مصر وبلادها إليهم (ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) أي سنجعل الضعيف قوياً والمقهور قادراً والذليل عزيزاً، وقد جرى هذا كله لبني إسرائيل كما قال تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) الأعراف 137، وقال تعالى: (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين) (الدخان 25_28)
المقصود: أن فرعون احترز كل الإحتراز أن لا يوجد موسى حتى جعل رجالاً وقوابل (جمع قابلة المولدة) يدورون على الحوامل ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد امرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذّباحون من ساعته، وعند أهل الكتاب : إنه إنما كان يأمر بقتل الغلمان لتضعف شوكة بني اسرائيل فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم .وهذا فيه نظر بل هو باطل وإنما هذا في الأمر بقتل الولدان بعد بعثة موسى .
لهذا قال بنو اسرائيل لموسى: (أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا) الأعراف: 129 فالصحيح: إن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولاً حذراً من وجود موسى. هذا والقدر يقول: يا أيها ذا الملك الجبار المغرور بكثرة جنوده وسلطة بأسه واتساع سلطانه قد حكم العظيم الدي لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف أقداره إن هذا المولود الذي تحترز منه وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا في دارك وعلى فراشك ولا يغذي إلا بطعامك وشرابك في منزلك وأنت الذي تتبناه وتربيه وتتعهده ولا تطلع على سر معناه، يكون هلاكك في دنياك وأخراك على يديه، لمخالفتك ما جاء به من الحق المبين وتكذيبك ما أوحي إليه، لتعلم أنت وسائر الخلق أن رب السماوات والأرض هو الفعال لما يريد وأنه هو القوي الشديد ذو البأس العظيم والحول والقوة والمشيئة التي لا راد لها.
وقد ذكر غير واحد من المفسرين: أن القبط شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشى أن تتفانى الكبار مع قتل الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو اسرائيل يعالجون فأمر فرعون بقتل الأبناء عاماً وأن يتركوا عاماً فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأنبياء وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم فضاقت أمه به ذرعاً واحترزت من أول ما حملت به ولم يكن يظهر عليها مظاهر الحمل فلما وضعت الهمت أن اتخذت له تابوتاً فربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته اليها به. قال الله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) القصص:7.
هذا الوحي وحي الهام وارشاد كما قال تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً) النحل: 68 - 69 وليس هو بوحي نبوة كما زعمه غير واحد من المتكلمين بل الصحيح الأول كما حكاه أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة.
قال السهيلي: واسم أم موسى أيارخا. وقيل: أياذخت، والمقصود: أنها أرشدت إلى هذا وألقى في خلدها وروعها أن لا تخافي ولا تحزني فإنه إن ذهب فإن الله سيرده إليك وأن الله سبحانه سيجعله نبياً مرسلاً يعلى كلمته في الدنيا والىخرة فكانت تصنع ما أمرت به فأرسلته ذات يوم وذهلت أن تربط طرف الحبل عندما فذهب مع النيل فمر على دار فرعون (فالتقطه آل فرعون) قال الله تعالى: (ليكون لهم عدواً وحزناً) قال بعضهم: هذه لام العاقبة وهو ظاهر إن كان متعلقاً بقوله: فالتقطه. واما ان جعل متعلقاً بمضمون الكلام وهو أن آل فرعون قيضوا لالتقاطه ليكون عدواً وحزناً. صارت اللام معللة كغيرها. ويقوي هذا التقدير الثاني قوله تعالى: (إن فرعون وهامان) وهو الوزير السوء (وجنودهما) المتابعين لهما (كانوا خاطئين) أي كانوا على خلاف الصواب فاستحقوا هذه العقوبة والحسرة.

ذكر المفسرون: أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرن على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون: آسية بنت مزاحم بن عسد بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر زمن يوسف. وقيل: إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى. وقيل: بل كانت عمته. حكاه السهيلي.
فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه فاستوهبته منه ودفعت عنه (وقالت قرة عين لي ولك) فقال لها فرعون: (أما لك فنعم، وأما لي فلا. أي لا حاجة لي به (والبلاء موكل بالمنطق). وقولها (عسى أن ينفعنا) وقد أنالها الله ما رجت من النفع أما في الدنيا: فهداها الله به وأما في الآخرة فأسكنها جنته بسببه (أو نتخذه ولداً) وذلك أنهما تبنياه لأنه لم يكن يولد لهما ولد، قال الله تعالى (وهم لا يشعرون) أي لا يدرون ماذا يريد الله بهم أن قيضهم لالتقاطه من النقمة العظيمة بفرعون وجنوده. قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو عبيدة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم: وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً - أي من أمور الدنيا إلا من موسى - إن كانت لتبدي به: أي لتظهر أمره وتسأل عن جهرة (لولا أن ربطنا على قلبها) أي، صبرناها وثبتناها (لتكون من المؤمنين) وقالت لأخته وهي ابنتها الكبيرة: (قصيه) أي اتبعي أثره واطلبي لي خبره (فبصرت به عن جنب) قال مجاهد: عن بعد. وقال قتادة: جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده ولهذا قال: (وهم لا يشعرون) وذلك لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن بغذوه برضاعة فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً فحاروا في أمره واجتهدوا على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل كما قال تعالى: (وحرمنا عليه المراضع من قبل) فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته. فبينما هم وقوف به والناس عكوف عليه إذ بصرت به أخته فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت: (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) قال ابن عباس: لما قالت ذلك قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في صهر الملك ورجاء منفعته وأطلقوها وذهبوا معها إلى منزلهم فأخذته أمه فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرتضعه ففرحوا بذلك فرحاً شديداً وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها، وأ، تحسن إليها فأبت عليها، وقالت: إن لي بعلاً وأولاداً ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي فأ{سلته معها ورتبت لها رواتب وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات، فرجعت به تحوزه إلى رحلها وقد جمع الله شمله بشملها قال تعالى: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق) أي كما وعدناه برده ورسالته فهذا رده. وهو دليل على صدق البشارة برسالته (ولكن أكثرهم لا يعلمون) وقد امتن الله على موسى عليه السلام بهذا ليلة كلمه فقال فيه فيما قال: (ولقد مننا عليك مرة أخرى. إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى) طه 37 - 38 إذ قال قتادة وغير واحد من السلف: أي تطعم وترفه وتغذى بأطيب المآكل وتلبس أحسن الملابس بمرأى مني وذلك كله بحفظي وكلاءتي وعنايتي لك فيما صنعت بك لك، وقدرته من الأمور التي لا يقدر عليها غيري.

(ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين) (القصص 14). ذكر الله تعالى أنه أنعم على أمه برده لها وإحسانه بذلك وامتنانه عليها شرع في ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى - وهو احتكام الخلق والخلق وهو سن الأربعين في قول الأكثرين - آتاه الله حكماً وعلماً وهو النبوة والرسالة. التي كان بشر بها أمه حين قال: (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين). ثم شرع في ذكر سبب خروجه من بلاد مصر وذهابه إلى أرض مدين وإقامته هنالك حتى كمل الأجل وانقضى الأمد وكان ما كان من كلام الله له وإكرامه بما أكرمه به - كما سيأتي قال تعالى: (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدى: وذلك نصف النهار. وعن ابن عباس: بين العشائين (فوجد فيها رجلين يقتتلان) أي يتضاربان ويتهاوشان (هذا من شيعته) أي إسرائيل (وهذا من عدوه) أي قبطي. قاله ابن عباس وقتادة والسدى ومحمد بن اسحاق (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) وذلك أن موسى عليه السلام كانت له بديار مصر شرح صولة، بسبب نسبته إلى تبني فرعون له، وتربيته في بيته وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت لهم وجاهة وارتفعت رؤوسهم بسبب أنهم أرضعوه وهم أخواله - أي من الرضاعة - فلما استغاث ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك القبطي أقبل إليه موسى (فوكزه) قال مجاهد: طعنه بجمع كفه. وقال قتادة: بعصا كانت معه (فقضى عليه) أي فمات منها. وقد كان ذلك القبطي كافراً مشركاً بالله العظيم ولم يرد موسى قتله بالكلية وإنما أراد زجره وردعه، ومع هذا قا لموسى: (هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين) القصص 15.
يخبر تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر (خائفاً) أي من فرعون وملائه أن يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره إنما قتله موسى في نصرة رجل من بني إسرائيل، فتقوى ظنونهم أن موسى منهم، ويترتب على ذلك أمر عظيم. فصار يسير في المدينة صبيحة ذلك اليوم (خائفاً يترقب) أي يلتفت. فبينما هو كذلك إذا ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس (يستصرخه) أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قاتله فعنفه موسى ولامه على كثرة شره ومخاصمته، قال له: (إنك لغوي مبين) ثم أراد أن يبطش بذلك القبطي الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي فيردعه عنه ويخلصه منه، فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي (قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) القصص 19. قال بعضهم: إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما كان صنع موسى بالأمس وكأنه لما رأى موسى مقبلاً على القبطي اعتقد أنه جاء إليه لما عنفه قبل ذلك لقوله: (إنك لغوي مبين) فقال ما قال إلى موسى، وأظهر الأمر الذي كان وقع بالأمس. فذهب القبطي فاستعد موسى إلى فرعون. وهذا الذي لم يذكر كثير من الناس سواه. ويحتمل أن قائل هذا هو القبطي، وأنه لما رآه مقبلاً إليه خافه، ورأى من سجيته انتصاراً جيداً للإسرائيلي، فقال ما قال من باب الظن والفراسة: إن هذا لعله قاتل ذلك القتيل بالأمس. أو لعله فهم من كلام الإسرائيلي حين استصرخه عليه ما دله على هذا. والله أعلم.

المقصود: أن فرعون بلغه أن موسى هو قاتل ذلك المقتول بالأمس، فأرسل في طلبهن وسبقهم رجل ناصح عن طريق أقرب (وجاء رجل من أقصى المدينة) ساعياً إليه مشفقاً عليه فقال: (يا موسى الملأ يتأتمرون بك ليقتلوك فاخرج) أي من هذه البلدة (إني لك من الناصحين) أي فيما أقوله لك. قال الله تعالى: (فخرج منها خائفاً يترقب) أي فخرج من مدينة مصر من فوره على وجهه، لا يهتدي إلى طريق، ولا يعرفه قائلاً: (رب نجني من القوم الظالمين) يخبر الله تعالى عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفاً يترقب - أي يتلفت - خشية أن يدركه احد من قوم فرعون، وهو لا يدري أين يتوجه ولا إلى أين يذهب؟ وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها (ولما توجه تلقاء مدين) أي اتجه لطريق يذهب فيه (قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) أي عسى أن تكون هذه الطريق موصلة إلى المقصود. وكذا وقع، أوصلته إلى مقصود وأي مقصود (ولما واء مدين) وكانت بئراً يستقون منها، ومدين: هي المدينة التي أهلك الله فيها أصحاب الأيكة، وهم قوم شعيب عليه السلام، وقد كان هلاكهم قبل زمن موسى عليه السلام في أحد قول العلماء. ولما ورد الماء المذكور (وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان) أي تكفكفان غنهما أن تخلتلط بغنم الناس. وعند أهل الكتاب أنهن كن سبع بنات وهذا أيضاً من الغلط، وكأنه كن سبعاً ولكن إنما كان تسقى اثنتان منهن. وهذا الجمع ممكن أن كان ذاك محفوظاً، وإلا فالظاهر أنه لم يكن له سوى بنتين: (وقال ما خطبكما قالتا لا نستقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) أي لا نقدر على ورد الماء إلا بعد صدور الرعاء، لضعفنا، وسبب مباشرتنا هذه الرعية ضعف أبينا وكبره، قال تعالى: (فسقى لهما).
قال المفسرون: وذلك أن الرعاء كانوا إذا فرغوا من وردهم وضعوا على فم البئر صخرة عظيمة، فتجيء هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس، فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده، ثم استقى لهما وسقى غنمهما ، ثم رد الحجر كما كان . قال أمير المؤمنين عمر : وكان لا يرفعه إلا عشرة. وإنما استقى ذنوبا واحدا فكفاهما، ثم تولى إلا الظل، قالوا : وكان ظل شجرة من السمر روى ابن جرير عن ابن مسعود أنه رآها خضراء ترف ( قال ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) قال ابن عباس : سار من مصر الى مدين لم يأكل إلا البقل وورق الشجر وكان حافيا، فسقطت نعلا قدميه من الحفاة ، وجلس في الظل ، وهو صفوة الله من خلقه وإن بطنه لاصق بظهره من الجوع ، وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه، وإنه لمحتاج إلى شق تمره . لما جلس موسى عليه السلام في الظل و( قال ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) سمعت المرأتان فيما قيل ، فذهبتا الى أبيهما ، فيقال : أنه استنكر سرعة رجوعهما فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام، فأمر إحداهما أن تذهب اليه فتدعوه ، (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) أي مشي الحراير (قالت إني أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) صرحت له بهذا لئلا يوهم كلامها ريبة ، وهذا من تمام حيائها وصيانتها . فلما جاءه وقص عليه القصص ، وأخبره خبره ، وما كان من أمره في خروجه من بلاد مصر فرارا من فرعونها ، قال له ذلك الشيخ: ( لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) أي خرجت من سلطانهم فلست في دولتهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bakar30.yoo7.com
 
موسى عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسى عليه السلام
» قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم
» نوح عليه السلام
» قصة نوح عليه السلام
» قصة هود عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: