أرسل رسالة خاصة لهذا العضو لفت انتباه المشرف الى هذه المشاركة
المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية
لم تكن المدينة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مدينة بالمعنى الحالي وإنما مجموعة من القرى والمنازل البدائية البسيطة البناء المنتشرة بدون نظام معين أو ترابط تحيط بها المزارع والحقول حيث كان أهلها يعتمدون على الزراعة .
للمدينة أسماء كثيرة أوصلها إلى أكثر من تسعين اسما صاحب كتاب (وفاء الوفاء،السيد السمهودي) وأشهر هذه الأسماء ما جاء في القرآن والسنة . فالقرآن سماها المدينة قال تعالى : (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) .
وقال تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة).
وسماها القرآن بيثرب وهو اسمها القديم قبل الهجرة ، قال تعالى (وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا).
وقد أورد الدكتور عبد الباسط بدر في كتابه التاريخ الشامل للمدينة المنورة الجزء الأول ملخصا كاملا لجميع ما كتب عن التسمية والتأسيس فيثرب كان الاسم العربي للمنطقة التي تقع إلى الشمال الغربي من المدينة الحالية إلى الغرب من قبر سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه ، وقد ورد هذا الاسم في الكتابات المعينية تحت اسم (يثرب) .كذلك ذكر عند البطالمة في جغرافية بطليموس والبيزنطيين تحت اسم (يثربا) قال الزجاجي : (يثرب اسم من بناها وهو يثرب بن قانية بن مهلائيل بن آدم ، ويصل نسبه إلى سام بن نوح عليه السلام) ، وكذلك سماها القرآن (الدار) وسماها عليه
الصلاة والسلام (طيبة وطابة) وذلك مأخوذ من الطيب وهو الرائحة الطيبة .
عن جابر بن سمرة قال : كانوا يقولون يثرب والمدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى سماها طيبة .
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه في قصة رجوع بعض الناس يوم أحد وفيه قوله صلى الله عليه وسلم (أنها طيبة تنفي الذنوب ، كما ينفي الكير خبث الفضة) رواه البخاري واصل الحديث متفق
عليه .
وأفاد العديد من المؤرخين بأن تلك المنطقة كان بها سكان عرب من العمالقة سكنوا بمنطقة أضم والتي تسمى حاليا (العيون) وكان ذلك قبل هجرة القبائل العربية القادمة من اليمن بعد سيل العرم الأول عام 450م وكانت المدينة في هذه الفترة وبسبب وفرة المياه وانتشار المسطحات الخضراء تعتبر محطة لإمداد القوافل بالماء والخضروات والفاكهة مما ساعد على زيادة عدد النازحين إليها .
قام أهل المدينة ببناء الحصون التي يلجأون إليها وقت الخطر حيث أنه لم يكن للمدينة سور للحماية واكتفى أهلها بوجود الأشجار والنخيل التي تعمل بمثابة سور .
واختلفت الأقوال عن تاريخ نزوح اليهود إلى المدينة ولكن المؤكد بأن اليهود بدأو في النزوح إلى المدينة بعد عام 70م حيث قاموا بفلاحة الأرض وصناعة الذهب وأخذوا بجمع المباني المنتشرة هادفين بذلك إلى تكوين تجمعات حول الحصون .
ومن أشهر هذه القبائل قبيلة قينقاع التي سكنت الجزء الجنوبي الغربي من المدينة واشتهرت بصناعة الذهب ، وقبيلة بن نضير سكنت عند وادي بطحان ، وبني قريظة عند وادي مهذور . وكان في المدينة عدة أسواق تجارية منفصلة عن المنطقة السكنية لأسباب دفاعية واجتماعية ومن أهم هذه الأسواق سوق قينقاع .
المصدر
الكوكب الدري _ الحجرات بيوت النبي صلى الله عليه وسلم
دكتور مهندس / حاتم عمر طه
