العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س
مرحبا بكم في منتدى العلم و المعرفة الذي هو منبع استفادة ونرجو التسجيل لتمنح لكم صلاحيات في هذا المنتدى للتعامل معكم.
نرجو التسجيل وسلام عليكم
العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س
مرحبا بكم في منتدى العلم و المعرفة الذي هو منبع استفادة ونرجو التسجيل لتمنح لكم صلاحيات في هذا المنتدى للتعامل معكم.
نرجو التسجيل وسلام عليكم
العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س

منتدى لكل الجزائريين و العرب ساهمو في تطوير المنتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول













 

 حرم المدينة النبوية بقلم: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ فريق المجاهدين ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
متميز
مساعد المدير
مساعد المدير



عدد المساهمات : 957
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 30
الموقع : www.saksakil20@gmail.com

حرم المدينة النبوية بقلم: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ فريق المجاهدين ـ Empty
مُساهمةموضوع: حرم المدينة النبوية بقلم: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ فريق المجاهدين ـ   حرم المدينة النبوية بقلم: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ فريق المجاهدين ـ Emptyالثلاثاء مارس 09, 2010 10:28 am

مجلة المنهل
العدد 499 ـ المجلد 54 ـ ص 71
حدود حرم المدينة النبوية
بقلم: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ



للمدينة النبوية حرمان: حرم الصيد، وحرم الشجر وهو (الحمى) حمى المدينة. أما حرم الشجر ـ أو حمى المدينة ـ فحلقة دائرية محيطة بالمدينة من سائر نواحيها، بحيث تكون المدينة وسط هذه الحلقة، ولايلزم أن يكون المسجد النبوي في مركز هذه الدائرة، إذ ليس في النصوص ما يحتم ذلك، والمدينة نفسها لايقع المسجد في وسطها بالضبط، ولا هو في منتصف المسافة بين (عير) و (ثور) ولكنه في موقع قريب من ذلك. هذه الحلقة الدائرية بعرض اثني عشر ميلاً من سائر الجهات: أي أن قطر هذه الدائرة أربعة وعشرون ميلاً ـ بالميل القديم ـ وهو أربعة آلاف ذراع، وهذا يساوي ثمانية وأربعين وثمانمائة متر وألف متر (1848)، وعليه فإن حرم الشجر بعرض ستة وسبعين ومائة متر واثنين وعشرين ألف متر، أي اثنان وعشرون كيلاً ومائة وستة وسبعون متراً، وهذا هو البريد: الذي يساوي أربعة فراسخ. وعلى هذا فإن هذا الحرم، أو الحمى، مسافته ـ من الشرق إلى الغرب ـ اثنان وخمسون وثلاثمائة متر وأربعة وأربعون كيلاً (44352) ومن الشمال إلى الجنوب مثل ذلك.
ثبت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حمى المدينة هذه المسافة.
ففي صحيح مسلم (1) ((عن أبي هريرة)) رضي الله عنه قال: حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مابين لابتي المدينة. قال أبو هريرة: فلو وجدت الظباء مابين لابتيها ماذعرتها، وجعل اثني عشر ميلاً حول المدينة حمى (2).
وروى أبو داود عن عدي بن زيد قال: حمى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل ناحية من المدينة بريداً بريداً، لايخبط شجره ولا يعضد إلا مايساق به الجمل (3).
وفي الحديث الضعيف: الذي رواه ((الطبراني)) في ((الأوسط)) عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشجر بريداً في بريد، وأرسلني فأعلمت على الحرم على شرف ذات الجيش، وعلى شريب، وعلى أشراف مخيض (4). ورواه ((ابن النجار)) بلفظ: حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة بريداً في بريد وأرسلني فأعلمت على الحرم: على (شرف ذات الجيش)، وعلى (مشيرب) وعلى (أشراف المجتهر)، وعلى (تيم) (5). ورواه ((ابن زبالة)) بهذا اللفظ إلا أنه أسقط: أشراف المجتهر، وأبدل (تيم) بـ (ثيب) وزاد: وعلى (الخفياء) وعلى (ذي العشيرة) (6). أما (تيم) فهي الجبال التي تحد المدينة شرقاً تقع عند طرف قاع (العاقول) الشرقي وأما (الحفيا) فمعروفة: جبال شمال أحد وأما(شرف ذات الجيش) فالجبال التي تقع (المُفَرِّحَات) في أوائلها، وهي غربي المدينة أما (أشراف المجتهر) فلعلها تحريف من (أشراف مخيض) التي وردت في رواية ((الطبراني))، وأما (ثيب) و (شريب) و (مشيرب) فلم أعرفها فلعلها تصحيفات وتحريفات من رواة هذا الخبر وبعضهم ضعفاء مخلطون كعبدالعزيز بن عمران بن أبي ثابت الذي في إسناد ((الطبراني)). وأما (ذو العشيرة) فقال المطري: نقب في الحفيا شامي المدينة (7).
قال ابن الفقيه: ذو العشيرة من أودية العقيق (Cool.
وقد قست المسافة بين سفوح جبال (تيم) شرقاً و (شرف ذات الجيش) أي (المفرحات) غرباً، فوجدت المسافة مقاربة لما ذكرنا، وهو أن المسافة كلها ـ من الشرق إلى الغرب ـ اثنان وخمسون متراً وثلاثمائة متراً وأربعة وأربعون كيلاً، فبذلك تحقق لنا نقطتا البداية والنهاية لقطر هذه الحلقة الدائرية من الشرق إلى الغرب، فطبقنا نفس المسافة على الجهة الأخرى أي: من الشمال إلى الجنوب، وجعلنا نقطة البداية من سفوح جبال (الحفيا) كما جاء في حديث كعب ـ رضي الله عنه ـ فصارت النهاية جنوبي جبل (عير) مما يقارب عشرة أكيال، فرسمنا الدائرة بحيث يمر محيطها على هذه النقاط المذكورة بصرف النظر عن مركزها، هل هو المسجد النبوي أو قريباً منه. هذا هو حمى المدينة، أو حرم الشجر، الذي يحرم فيه قطع الشجر وخبطه وعضده، إلا مايساق به الجمل.
بدأنا بالكلام عليه لأنه واضح لا إشكال فيه، ولا لبس في تحديده، ولذا فسوف نبني عليه بعض ماسنذكره في الحرم الآخر ـ إن شاء الله ـ وهو حرم الصيد. وهو الحرم المقصود إذا أطلق، وفيه وردت الفضائل، وجاء الترغيب في سكناه، والحث على الموت فيه، وجاء الدعاء له بالبركة ضعفي ما بمكة في مده وصاعه، وورد التخويف والترهيب من الإحداث فيه، وهو مابين اللابتين كما ورد في الصحيحين وغيرهما وهذا ليس تحديداً كما سيأتي بيانه، واللابة هي الحرة، ولذا جاء في بعض الروايات: (مابين حرتيها) (9).
والحرة: حجارة سود بركانية وهي تحد المدينة من شرقها وتسمى حرة (واقم)، ومن غربها وتسمى حرة (الوبرة) ثم تتصل هاتان الحرتان في جنوبها، حيث يقع جبل (عير) ويسمى أيضاً (عائر) في أطرافها الجنوبية مائلاً إلى غربها، ولاتوجد حرة شمالي المدينة، بل هي مفتوحة من هذه الجهة، فمدخلها منها. وقد أخطأ الحافظ في ((الفتح)) لما قال: ورواية جبليها لاتنافيها ـ أي: رواية اللابتين ـ فيكون عند كل لابة جبل، أو لابتيها من جهة الجنوب والشمال، وجبليها من جهة الشرق والغرب 1/هـ (10). قلت: التخليط من ((الحافظ)) في جهات المدينة لايلام عليه، فقد كتبه وهو في مصر، إذ ليس في المدينة لابة من جهة الشمال، بل سهول وسباخ يتوسطها جبل أحد المشهور. ويعني ((الحافظ)) بالجبلين ماورد في بعض الروايات (مابين جبليها) وفي بعضها (مابين مأزميها) وهما بمعنى واحد، والمراد بالجبلين (عير) و (ثور) كما ورد التصريح بهما في الصحيح. و (عير) يقع عند اللابة الجنوبية كما وصفنا، أما ((ثور)) فليس عنده أي لابة، بل هو في سباخ من الأرض، فلا معنى لقول ((الحافظ)): عند كل لابة جبل، ولا لقوله: وجبليها من جهة الشرق والغرب، فالجبلان المقصودان أحدهما في الشمال، والآخر في الجنوب. و (عير) ويسمى (عائر) جبل معروف مشهور يمتد طويلاً في قبلي المدينة، ويسميه بعض الناس: جبل جهنم أو جبل النار، وفيه حديث ضعيف (11). وأما جبل (ثور) فهو جبيل صغير يقع شمال المدينة وراء (أحد) من غربيه، وقد حققناه مع جمع من المشايخ حتى حددنا موقعه ووقفنا عليه (12)، فإذا هو جبيل صغير يميل إلى الحمرة، لكنه اسود قليلاً من أثر التعرية، له أسنمة ثلاثة في أعلاه، إذا نظرت إليه من شماله الغربي ترى ثوراً رابضاً على بطنه. ولذلك قال المتقدمون: إنه يشبه فحل البقر، وهو يقع على يمين السالك في أول طريق (الخليل) بعد مصلحة الصرف الصحي (13)، وإذا وقفت على قمته رأيت جبل (عير) مسامتاً له من جهة الجنوب. ولعل الحكمة من جعله الحد الشمالي للحرم في الحديث النبوي إدخال جبل (أحد) بأكمله في الحرم، وهذا باتفاق العلماء أن (أحداً) ـ بكامله ـ في الحرم، لم أر كلاماً لأحد منهم يخالف هذا. وحد الحرم ـ من هاتين الجهتين ـ يبدأ من سفوح الجبلين: فالجبلان (عير) و (ثور) خارجان من الحرم. أما الشرق والغرب فلا تصلح اللابتان حداً، ولذلك لايقال إن ما بين اللابتين فقط هو الحرم، وما بينهما شريط ضيق لو جعل هو الحرم لخرج منه وادي العقيق غربي المدينة، ولخرجت منه ديار بني حارثة، وهي في سند الحرة الشرقية، حرة (واقم) ـ أي: أعلاها ـ وذلك هو مايلي حرة (العريض). وعلى هذا فإن قوله صلى الله عليه وسلم: (مابين لابتيها) في الحديث لايراد به تحديد الحرم، ولا أن اللابتين هما الحدان الشرقي والغربي، فإن اللابة الغربية داخلة في الحرم بالإجماع، وجزء كبير من اللابة الشرقية داخل في الحرم كذلك، للحديث الذي في ((صحيح البخاري)) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بني حارثة، فقال: (أراكم يابني حارثة قد خرجتم من الحرم)، ثم التفت فقال: ((بل أنتم فيه)) (14). وأما دخول وادي العقيق في الحرم، وهو يمر غربي حرة (الوبرة) وهي اللابة الغربية، فيدل عليه حديث سعد بن أبي وقاص في ((صحيح مسلم)) (15): عن عامر بن سعد أن سعداً ركب إلى قصره بالعقيق فوجد عبداً يقطع شجراً، أو يخبطه، فسلبه، فلما رجع سعد جاءه أهل العبد، فكلموه أن يرد على غلامهم أو عليهم ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئاً نفلنيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبى أن يرد عليهم. قد يقال: إن هذا الحديث يدل على تحريم قطع الشجر فحسب، وهذا الحكم إنما يتعلق بحرم الشجر، أو الحمى. قلنا: في ((صحيح مسلم)) نفس الحديث، عن سعد بلفظ آخر: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إني أحرم مابين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها) فذكر تحريم الصيد. ولم يرد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في تحديد حد الحرم من جهتي الشرق والغرب غير هذين الحديثين، إلا حديثاً عن علي بن أبي طالب رواه الإمام أحمد في مسنده (16) والبيهقي في معرفة السنن (17)، وفي الدلائل (18)، ولفظه: (إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة مابين حرتيها وحماها، لايختلى خلاها، ولاينفر صيدها، ولاتلتقط لقتطها، إلا لمن أشاد بها) وورد مثله في مسند أحمد (19) عن جابر بلفظ: (مابين حرتيها وحماها كله). والعجيب أن السمهودي ذكر هذا الحديث، فقال: (مابين حرتيها وجمامها) ونسبه إلى البيهقي في المعرفة (20). والجمام جمع جماء: وهي ثلاثة: جماء (العاقر)، وجماء (أم خالد) وجماء (تضارع)، وكلها تقع غربي المدينة، بل غربي وادي العقيق، إلا أن اثنين منها داخل حدود الحرم فيما بين (عير) و (ثور) وهما: جماء (أم خالد) وجماء (تضارع): فهل تكون جماء (العاقر) (21)، وهي غربي وادي العقيق هي الحد الغربي؟. أنى يثبت ذلك، وهو تصحيف في الخبر، وإنما لفظه: (وحماها كله) بالحاء المهملة، أي: وحرم حماها كله. لماذا حدد الرسول (صلى الله عليه وسلم) بنص صريح حد الحرم من الشمال والجنوب، فذكر معلمين ثابتين، وسكت عن تحديده من الشرق والغرب، إذ أن قوله لبني حارثة: (بل أنتم في الحرم) وهم ـ حينذاك ـ في (العريض) ليس تحديداً للحرم من هذه الجهة، بل غاية مايثبته أن الحرم من الشرق يشمل (العريض). نظن أن السبب في ذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ اكتفى بذكر الحدين الشمالي والجنوبي على أن تطبق نفس المسافة التي بينهما على الجهة الأخرى من الشرق إلى الغرب. وهذا قرينة على أن حرم الصيد كحرم الشجر، ويكفي لرسم الدائرة معرفة قطرها من إحدى الجهات، بل يكفي معرفة نصف قطرها إذا كان المركز معروفاً، وهذا هو ماسنبينه ـ بالتفصيل ـ فيما يأتي:
رأي في هذه المسألة:
لا نجد طريقة لتحديد الحدين الغربي والشرقي من حرم الصيد إلا أن نعتمد على أصلين: أحدهما ثابت، والآخر إنما نستنبطه استنباطاً، ونعتمد فيه على القياس. أما الأصل الثابت فهما الجبلان (عير) و (ثور)، فهما حدان ثابتان لاشك فيهما ولاريب، وأما الأصل المستنبط فهو أن نقول: إن حرم الصيد كحرم الشجر دائري، إذ مادام ثبت هذا الوصف لأحد الحرمين فالقياس يقتضي أن يكون الآخر مثله، دائرة داخل دائرة، وإلا فما الذي يجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يحدد حرم الشجر دائرياً، ويخالف هذا الوصف في حرم الصيد، فإذا أخذنا بهذا القياس، فإننا نحصي المسافة بين الجبلين (عير) و (ثور) فنطبقها على الحدين: الشرقي والغربي، وأما إذا أبينا التسليم بهذا القياس، فلا يخلو ـ حينئذ ـ من أن يكون الحرم مربعاً، أو مستطيلاً، أو شكلاً مختلف الأضلاع، وعلى أي من هذه الاحتمالات يجب أن نحدد أضلاعه الأربعة وأركانه الأربعة، فأين الأدلة التي تثبت لنا ذلك؟ ولكن إذا سلمنا بأنه حلقة دائرية، فأين نضع مركز الدائرة؟ هذا أمر مشكل، إذ ليس في النصوص مايدل على أن المسجد النبوي هو مركز الدائرة كما ذكرنا سابقاً، وجعله المركز تحكم بغير دليل. ولو جعلناه مركز الدائرة استحساناً فإن الحد الغربي للحرم يصل إلى مسافة لم يقل بها أحد، إلى ماوراء جماء (العاقر) حتى يمر الخط من البيداء، ثم يمر جنوباً من منتصف جبل (عير) وهذه بقاع لم يقل أحد إنها من حرم الصيد، بل ذكروا الاتفاق على أن (عير) كله خارج الحرم. بعد طول تأمل ودراسة للنصوص وجدناها حددت بدقة الحدين الجنوبي وهو (عير)، والشمالي وهو (ثور)، فتوافر بذلك قطر الدائرة، وهذا يكفي لرسمها كما قلنا، ولما قسنا هذا القطر، الذي هو مابين الجبلين (عير) و (ثور) وذلك في الصورة الجوية وجدناه خمسة عشر كيلاً تقريباً. هذه المسافة هي التي يجب أن تكون بين الحدين الآخرين الشرقي والغربي.
بقي أن نحدد مركز الدائرة؟
لما تعذر علينا جعل المركز هو المسجد النبوي، لما ذكرناه سابقاً ـ رسمنا الدائرة خارج (الخريطة) أو الصورة الجوية، ثم وضعناها على الخريطة، مكتفين بتحديد الأطراف، وهي ثلاث نقاط: (عير) و (ثور) و (العاقر)، فحرصنا على أن يمر خط محيط الدائرة بسفوح هذه الجبال، بصرف النظر عن مركز الدائرة. لأن هذه الأطراف مذكورة نصاً، أو مفهومة من كلام العلماء، بخلاف المركز فإنه لم يرد شيء بتعيينه.
و (جماء العاقر) لم نعثر على كلام لأحد ـ من أهل العلم المعتبرين ـ يدخلها في حرم الصيد، وهي بعيدة عن المساحة التي هي فيما بين (عير) و (ثور) بخلاف ((جماء أم خالد)) و ((جماء تضارع))، فإنهما بين العلمين. وبذلك وصل حد الحرم ـ شرقاً ـ إلى مابعد حرة (العريض)، ودخل فيه جبل (الوعيرة) بالتصغير، ووصل إلى حد سفح (الوعيرة) في الشمال الشرقي. وقد وضحنا ذلك رسماً في الخريطة، التي رسمناها للحرمين: حرم الصيد، وحرم الشجر، والله أعلم.


ص 76
تحديد جبل ثور بالمدينة المنورة
الموقعون: عمر محمد فلاتة
حماد بن محمد بن محمد الأنصاري
مرزوق بن هياس الزهراني
عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله خاتم النبيين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد: فلما كان تحديد حرم المدينة النبوية من المسائل المهمة لما يترتب عليه من أحكام وفضائل وثواب وعقاب، وثبت في الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (المدينة حرم مابين عير إلى ثور) فجعل بذلك الحد الجنوبي لحرمها جبل عير، والحد الشمالي جبل ثور، وكان جبل عير معروفاً مشهوراً، لا لبس فيه ولا إشكال، بينما ثور اختلف العلماء المتقدمون في تعيينه، وبعضهم أنكر وجوده في المدينة، وخفي تعيينه على أهل العصر، فكثرت فيه أقاويلهم وظنونهم، فكاد يندرس خبر هذا المعلم: صح العزم منا نحن المذكورة أسماؤنا في هذا التحقيق، الموقعين عليه، على تحرير هذه المسألة وتعيين هذا الجبل.
فتتبعنا ـ أولاً ـ كلام المتقدمين في وصفه، وتحديد موقعه، فوجدنا أنهم اتفقوا على أنه جبل منفصل صغير مدور خلف أحد من شماليه، وذكر (الجمال المطري) أنه جبل صغير مدور خلف أحد من شماليه، وزاد (المحب الطبري) نقلاً عن أبي محمد عبد السلام بن مزروع البصري المجاور بالمدينة، وهو من أهل القرن السابع، أنه حذاء أحد عن يساره جانحاً إلى ورائه. قال (السمهودي): وكأن ثور سمي باسم فحل البقر لشبهه به، وهو إلى الحمرة أقرب، وقد صح بما قدمناه أن أحداً من الحرم؛ لأن ثور حده من جهة الشام، كما أن عير حده من جهة القبلة 1/هـ. فتبين من هذا أن ثور في الشمال، في جهة الشام من المدينة، وأنه خلف أحد، أو عن يساره جانحاً إلى ورائه. والعادة عند أهل الجهات والجغرافيين أن يجعلوا الشرق عن اليمين والغرب عن اليسار، فيكون الشمال قدام الواقف، والجنوب خلفه. وعليه فغرب أحد هو يساره، أي: في ناحية وادي إضم ومجمع الأسيال، فجبل ثور حسب وصف من ذكرنا ينبغي أن يكون قريباً من هذه الجهة فمن رأى أنه عند مدخل وادي نعمان أو هو (مقعد مطير) ـ كما يسمى اليوم ـ فقد أخطأ لأن تلك الجهة شرق أحد والمدينة وليست شمالها، ويمين أحد وليست يساره.
وقد بحثنا خلف أحد من شماليه عن جبل تنطبق عليه الأوصاف فوجدنا أكثر من جبل فرأينا أن تعيين مثل هذا يمكن أن يعتمد فيه على أخبار (العربان) القاطنين في تلك الناحية لأن أهل المدينة من الحاضرة خفي عليهم ذلك، كيف وقد سبقنا إلى الاعتماد على خبر العرب من أهل الديار الذين من عادتهم حفظ مثل هذا وتناقله: أبو محمد عبدالسلام بن مزروع البصري كما نقله عنه (المحب الطبري) في (الأحكام). لذلك جرى سؤال الكبار من (ولد محمد) القاطنين في شمال أحد ومن غيرهم ممن جاورهم فاتفقوا على جبيل صغير مدور شمالي أحد أو حذاءه من يساره جانحاً إلى ورائه يشبه الثور، ويقع على ضفاف وادي النَّقميّ ويحده الوادي من الشمال وطريق الخليل من الغرب، يسميه العوام من (ولد محمد) وغيرهم جبل (الدَّقَّاقات)، وقد خرج إلى موقعه ـ لأول مرة ـ كل من: عمر محمد فلاته: مدير مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة، والدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ: الأستاذ المشارك بقسم التفسير وعلوم القرآن بالدراسات العليا بالجامعة، والدكتور مرزوق بن هياس الزهراني: وكيل مدير مركز خدمة السنة والسيرة النبوية والأستاذ المساعد بقسم السنة النبوية بكلية الحديث الشريف بالجامعة، ومعهم كل من: عبد الهادي بن حسن كابلي: مدير مكتب الشيخ عمر محمد، ونما بن حسين الظاهري: مرافق الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد واطلعوا جميعاً على الجبل المذكور. ثم في 9/5/1410هـ خرج ـ مرة أخرى ـ كل من: عمر محمد فلاته، وعبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ، ومعهما: نما بن حسين الظاهري، ومطلق بن سعيد السَّكراني المحمدي، وظافر بن مطر التميمي، واطلعوا على الجبل مرة أخرى، وجرى تعيينه، ثم خرج ـ مرة ثالثة ـ عمر محمد فلاته، ومعه: حماد بن محمد الأنصاري، واطلعا على الجبل، وقد سأل الأخ (نما) المذكور عدداً من شيوخ البادية منهم : (محمد بن ضيف الله القرافي) من بني سالم، وكذلك سأل الشيخ خالد بن محمد النزهة: مدير إدارة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية (فايز بن شريدة الحويفي) فاتفقوا كلهم على تعيين جبل (الدقاقات) وأنهم يعرفون خلفاً عن سلف أنه هو جبل ثور، ويسمى عندهم جبل ثور. وأما اسم (الدقاقات) فطارئ عليه، إنما أطلقه عليه العوام منهم، بسبب أن نساءهم كن ينصبن (مدقاتهن) لدباغ الجلود ونحو ذلك عليه. وذكر (مطلق بن سعيد السكراني) أنه يتذكر يوم دخول الجيش السعودي إلى المدينة عام 1344هـ بقيادة الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أقبل على المدينة ـ شرفها الله ـ من الشرق، ومن وادي النقمي، وكان (مطلق) يومها فتى في العاشرة من عمره، فهو يتذكر أن (مطلق السكراني) من أمراء (ولد محمد) أرسل رسولاً من قبله ومعه (سعيد السكراني) من عبيده، وهو والد (مطلق) هذا يوصي المحاميد بأن يخرجوا لاستقبال الأمير محمد عند جبل ثور، وأن يدلوه على مداخل المدينة، وقد فعلوا ذلك واستقبلوه عند هذا الجبل، المسمى بجبل (الدقاقات) فهو كان ولايزال معروفاً لدى (المحاميد) وغيرهم من العربان بأنه جبل ثور. وبهذا تم حسب رأي الموقعين على هذا التحقيق تعيين جبل ثور، وأنه هو نفسه هذا الجبل الذي يسميه ـ اليوم ـ عوام المحاميد وغيرهم جبل (الدقاقات) وموقعه ـ كما أشرنا آنفا ـ شمالي أحد من جهة الغرب، ويقع على يمين الماشي في الطريق إلى الخليل، ويحده (وادي النقمي) من شماليه و (مبنى مصلحة المجاري والصرف الصحي) من جنوبه، وهو قريب من (بستان الصادقية) و (بستان الزبير).
ومما زادنا اطمئناناً لهذا التحديد كلام ذكره (علي بن موسى أفندي) ـ كان حياً سنة 1320هـ ـ في كتابه (وصف المدينة) المنشور ضمن مجموعة في تاريخ المدينة عُنِيَ بنشرها وتحقيقها الشيخ حمد الجاسر، وطبعت سنة 1392هـ، قال في الصفحة الثلاثين ما نصه: (وأما ثور فهو في نهاية مفيض الصادقية بالجهة الشامية: جبل منقطع صغير أحمر، وفي السبخة التي من قبليه على ماورد في الحديث يكون نزول الأعور الدجال في آخر الزمان) اهـ.
وعيله، فيقترح الموقعون على هذا التحقيق على من يعنيهم الأمر من المسؤولين الكرام اعتماد هذا التحديد، والعمل على إبراز هذا المعلم من معالم حرم المدينة النبوية ـ شرفها الله ـ وإظهاره حتى يعرفه الناس، وتعرفه الأجيال القادمة. والله الموفق والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. كتبه بخطه عبد العزيز بن عبد الفتاح بن عبد الرحيم القارئ في الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة 1410هـ.
---------------
(1) صحيح مسلم، 2/ص 1000.
(2) انظر: كشف الأستار عن زوائد البزار: 2/54.
(3) سنن أبي داود 2/217.
(4) مجمع الزوائد: 3/302.
(5) وفاء الوفاء: 1/97.
(6) وفاء الوفاء: 1/97.
(7) التعريف للمطري: ص 65.
(Cool المغانم المطابة: ص 264.
(9) مسند أحمد (انظر: الفتح الرباني: 23/252).
(10) فتح الباري: 4/83.
(11) انظر: وفاء الوفاء: ص 1290.
(12) نشر هذا التحقيق بتوقيع أربعة من المشايخ من أهل العلم بالمدينة النبوية، وذلك في ((المدينة)) في ((ملحق التراث)) بتاريخ 2/8/1410هـ.
(13) ومما يؤسف له هذا الإهمال الشنيع لمعالم المدينة النبوية من جرأة الناس والتعدي عليها وإزالتها، بغرض العمران بلارقيب ولا حسيب، وهذا المعلم الهام جبل (ثور) تتعلق به أحكام شرعية، وأحاديث نبوية وتاريخ عريض.
(14) صحيح البخاري في فضائل المدينة، انظر الفتح: 4/81.
(15) الفتح: 4/85.
(16) صحيح مسلم 2/ص 993.
(17) انظر: الفتح الرباني: 23/250.
(18) معرفة السنن (نسخة المكتبة الشرقية بالهند) 2/266.
(19) دلائل النبوة: 7/228.
(20) المسند: (بتحقيق أحمد شاكر) 1/119.
(21) انظر: وفاء الوفاء ص 91، قال السمهودي: ((ويؤيد - أيضاً - ماقاله النووي أن البيهقي روى - في المعرفة - حديث الصحيفة، عن علي بلفظ: (إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم المدينة بين حرتيها وجمامها...) انتهى. فيا ترى من أين وقع التصحيف؟ من النووي أو من الناسخ الذي نسخ كلام النووي، أو الناسخ الذي نسخ كلام البيهقي واطلع عليه النووي مصحفاً؟ فالذي في المعرفة: ((وحمامها 23)) وهي الجبل الذي يقع غربي مدينة الحجاج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bakar30.yoo7.com
 
حرم المدينة النبوية بقلم: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ فريق المجاهدين ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية ـ فريق المجاهدين ـ
» قصة العزيز
» من أساليب التربية النبوية
» الاهتمام بالسنة النبوية والحرص على العمل بها والدعوة إلى ذلك
» الأجزاء التسعة **قصة جيفارا الذي لا يعرفه أحد**...انجاز مزدوج بقلم العملاق الروسي ومحمد سنجر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العلوم و الافادة في منتدى بوبكر س :: المنتدى الإسلامي العام :: احاديث اسلامية عامة-
انتقل الى: